الباب الحادي والتسعون في بيان ما يستعين به الشيطان من فتنة ابن آدم
قال أبو بكر بن عبيد حدثنا سويد بن سعيد حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه قال حدثنا قتادة عن أبي الأخوص عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المرأة عورة وإنها إذا خرجت استشرفها الشيطان فلا يكون أبدا أقرب إلى الله تعالى منها إذا كانت في قعر بيتها ورواه عن الحسين بن بحر إلاهوازي حدثنا عمرو بن عاصم حدثنا همام حدثنا قتادة عن مورق العجلي عن أبي الأخوص عن عبد الله بن مسعود نحوه حدثنا محمد بن إدريس حدثنا أحمد بن يونس حدثنا حسين بن صالح قال سمعت أن الشيطان قال للمرأة أنت نصف جندي وأنت سهمي الذي أرمي به فلا أخطى وأنت موضع سري وأنت رسولي في حاجتي حدثنا عبيدالله بن جرير العتكى حدثنا هزيم بن عثمان حدثنا سلام ابن مسكين عن مالك بن دينار قال حب الدنيا رأس الخطيئة والنساء حبالة الشيطان
حدثنى عباس بن جعفر حدثنى منتجع بن مصعب حدثنى عبيد ابن جريج عن عمرو سمعت مالك بن دينار يقول ليس شئ أوثق فى نفس إبليس من الدنيا حدثنى أبو حفص الصفار حدثنا جعفر بن سليمان حدثنا شعبة عن على بن زيد عن سعيد بن المسيب قال ما بعث الله تعالى نبيا إلا لم ييأس إبليس أن يهلكه بالنساء وقال أبو بكر محمد بن أحمد بن أبى بكر فى كتاب القلائد حدثنا ابن بكير حدثنا أبو زيد حدثنا سهل ابن يوسف عن أبان بن صمعة عن عكرمة عن ابن عباس قال إن الشيطان من الرجل فى ثلاثة منازل فى عينيه وفى قلبه وفى ذكره وهو من المرأة فى ثلاثة منازل فى عينيها وفي قلبها وفى عجزها وقال عبدالله بن محمد القرشى حدثنا الحسن بن بحر العبدى حدثنا عبدالرزاق حدثنا معمر عن قتادة قال لما هبط إبليس قال يا رب قد لعنته فما عمله قال السحر قال فما قراءته قال الشعر قال فما كتابته قال الوشم قال فما طعامه قال كل ميتة وما لم يذكر اسم الله عليه قال فما شرابه قال كل مسكر قال فأين مسكنه قال الحمام قال فأين مجلسه قال الأسواق قال فما مؤذنه قال المزمار قال فما مصائده قال النساء حدثنا أبو عبدالله محمد بن الحسين بن صبيح المروزى حدثنا الحسن بن بشر بن سلم حدثنا الحكم بن عبدالملك عن قتادة عن الحسن عن سمرة بن جندب قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن للشيطان كحلا ولعوقا فإذا كحل الإنسان من كحله ثقلت عيناه وإذا ألعقه من لعوقه درب لسانه بالشر حدثنى أبى أنبأنا أحمد بن إسحاق الحضرمى أنبأنا عبدالواحد بن زياد حدثنا عاصم الأحول عن الحسن قال إن للشيطان ملعقة ومكحلة فملعقته الكذب ومكحلته النوم عن الذكر حدثنى أحمد ابن الحارث عن شيخ من قريش قال قال خالد بن صفوان إن الشيطان باحتياله ونصب أحباله يختل بالشبهة ويكابر بالشهوة فإذا أعيا مختالا كر مكابرا حدثنا عبدالله بن رومى حدثنا إسماعيل بن عبدالكريم حدثنى
عبد الصمد بن معقل قال سمعت وهب بن منبه قال كان عابد من السياحين فأراده الشيطان فلم يستطع منه شيئا فقال له الشيطان ألا تسألني عما أضل به بني آدم قال بلى قال فأخبرني ما أوثق شيء في نفسك أن تضلهم قال الشح والحدة والسكر فإن الرجل إذا كان شحيحا قللنا ماله في عينيه ورغبناه في أموال الناس وإذا كان حديدا أدرناه بيننا كما يتداور الصببان الأكرة فلو كان يحيى الموتى بدعوته لم نيئس منه وإذا هو سكر اقتدناه إلى كل شهوة كما تقاد العنز بأذنها وقال أحمد حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن عمرو ابن ميمون عن ابن مسعود قال إن الشيطان أطاف بأهل مجلس ذكر ليفتنهم فلم يستطع أن يفرق بينهم فأتى حلقة يذكرون الدنيا فأغرى بينهم حتى اقتتلوا فقام أهل الذكر فحجزوا بينهم فتفرقوا
قال القرشي حدثنا سعد بن سليمان الواسطي عن سليمان بن المغيرة عن ثابت البناني قال لما بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - جعل إبليس يرسل شياطينه إلى أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فيجيئوا بصحفهم ليس فيها شيء فقال ما لكم لا تصيبون منهم شيئا فقالوا ما صحبنا قوما قط مثل هؤلاء قال رويدا بهم عسى أن تفتح لهم الدنيا هناك تصيبون حاجتكم منهم وحدثنا يعقوب بن اسماعيل أنا حسان أنا عبد الله يعني ابن المبارك قال أنا عبيد الله بن موهب قال سأل بعض الأنبياء عليهم الصلاة والسلام إبليس وأبداله بأي شيء تغلب ابن آدم قال آخذه عند الغضب وعند الهوى حدثنا اسحاق بن إبراهيم حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن خيثمة قال كانوا يقولون إن الشيطان يقول وكيف يغلبني ابن آدم إذا رضى جئت حتى أكون في قلبه وإذا غضب طرت حتى أكون في رأسه
تعليق وبيان
قلت يشهد لصحة ذلك ما رواه البخاري من حديث أبي هريرة أن رجلا قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - أوصني قال لا تغضب فردد مرارا قال لا تغضب وفي الصحيح أن رجلين استبا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى احمر وجه أحدهما فقال - صلى الله عليه وسلم - إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وفي السنن قال إن الغضب من الشيطان وإن الشيطان من النار وإنما تطفأ النار بالماء فإن غضب أحدكم فليتوضأ ذكر المحاملي في الباب استحباب الوضوء عند الغضب قال بعض الشافعية لا نعلم أحدا قال به غيره وقد قال تعالى “ خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم “ فالشيطان يحمل الغضبان على أن يقول ما هو كاره لقوله وغير محب لقوله لكن يقوله ليستريح بذلك ويبرد غضبه فيدفع عنه حرارة الغضب كما يقصد المكرة أن يستريح من ألم الإكراه وضرره بفعل ما أكره عليه والله الموفق
الباب الثاني والتسعون في أن الشيطان مع من يخالف الجماعة
روى الإمام أحمد من حديث ابن عمر أن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما خطب الناس بالجابية فقال قام فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال من أراد منكم بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد ثم رواه الإمام احمد من حديث جابر بن سمرة قال خطب عمر رضي الله عنه الناس بالجابية فذكر نحوه ورواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح وقال ابن صاعد حدثنا إبراهيم بن سعد الجوهري حدثنا أبو معاوية عن يزيد بن مردانية عن يزيد بن علاقة عن عرفجة قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول يد الله على الجماعة والشيطان مع من يخالف الجماعة
وقال الدارقطني حدثنا أبو جعفر أحمد بن اسحاق بن البهلول حدثني ابي حدثنا محمد بن يعلى حدثنا سليمان العامري عن الشيباني عن زياد ابن علاقة عن أسامة عن شريك قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول يد الله على الجماعة فإذا شذ الشاذ منهم اختطفته الشياطين كما يختطف الذئب الشاة من الغنم وروى الإمام أحمد من حديث أبي وائل عن عبد الله وهو ابن مسعود قال خط رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطا بيده ثم قال هذا سبيل الله مستقيما قال ثم عن يمينه وشماله ثم قال هذه السبل ليس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه ثم قرأ “ وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل “ وروى الإمام أحمد أيضا من حديث معاذ بن جبل أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال إن الشيطان ذئب الإنسان كذئب الغنم يأخذ الشاة القاصية والناحية فإياكم والشعاب وعليكم بالجماعة والمسجد نسأل الله التوفيق
الباب الثالث والتسعون في بيان شدة العالم على الشيطان
روى الترمذي من حديث ابن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لفقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد وقال ابن عبيد حدثني أبو عبد الله احمد بن بجير حدثنا علي بن عاصم عن بعض البصريين قال كان عالم وعابد متواخيين في الله فقالت الشياطين لإبليس إنا لا نقدر على أن نفرق بينهما فقال إبليس لعنه الله أنا لهما فجلس بطريق العابد إذ أقبل العابد حتى إذا دنا من إبليس قام إليه في مثال شيخ كبير بين عينيه أثر السجود فقال للعابد إنه قد حاك في صدري شيء أحببت أن أسألك عنه فقال له العابد سل فإن يكن عندي علم أخبرتك عنه فقال له إبليس هل يستطيع الله عز وجل أن يجعل السموات والأرض والجبال الشجر والماء في بيضة من غير أن يزيد في البيضة شيئا ومن غير أن ينقص من هذا شيئا
فقال له العابد من غير أن ينقص من هذا شيئا ومن غير أن يزيد في هذا شيئا كالمتعجب فوقف العابد فقال له إبليس امضه ثم التفت إلى اصحابه فقال اما هذا فقد أهلكته جعلته شاكا في الله تعالى ثم جلس على طريق العالم فإذا هو مقبل حتى إذا دنا من إبليس قام إليه إبليس فقال يا هذا إنه قد حاك في صدري شيء أحببت أن أسألك عنه فقال له العالم سل فإن يكن عندي علم أخبرتك فقال له إبليس هل يستطيع الله عز وجل أن يجعل السموات والأرض والجبال والشجر والماء في بيضة من غير أن يزيد في البيضة شيئا ومن غير أن ينقص من هذا شيئا فقال له العالم نعم قال فرد عليه إبليس كالمنكر من غير أن يزيد في هذا شيئا ومن غير أن ينقص من هذا شيئا فقال له العالم نعم بانتهار وقال “ إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون “ فقال إبليس لأصحابه من قبل هذا أتيتم نسأل الله العصمة
الباب الرابع والتسعون في بكاء الشيطان على المؤمن لفوات فتنته عند الموت
قال القرشي حدثنا القاسم بن هاشم حدثنا ابو اليمان حدثنا صفوان عن بعض الأشياح قال الشيطان أشد بكاء على المؤمن إذا مات من بعض أهله لما فاته من افتانه إياه في الدنيا وقال صالح بن أحمد بن حنبل رأيت أبي عند الموت يلهج بقوله لا بعد لا بعد فقلت يا أبت رأيتك تقول لا بعد لا بعد فما هذا قال الشيطان واقف عند رأسي يقول فتنى يا أحمد وأنا أقول لا بعد لا بعد وروى أبو داود عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما يقول في دعائه وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت نسأل الله التثبيت بمنه وكرمه
الباب الخامس والتسعون في تعجب الملائكة عند خروج روح المؤمن ونجاته من الشيطان
قال عبد الله بن احمد بن حنبل حدثني شريح بن النعمان حدثني عنبسة بن عبد الواحد عن مالك بن مغول عن عبد العزيز بن رفيع قال إذا عرج بروح المؤمن إلى السماء قالت الملائكة سبحان الذي نجى هذا العبد من الشيطان يا ويحه كيف نجا قال أبو الفرج بن الجوزي ولكثرة فتن الشيطان وتشبثها بالقلوب عزت السلامة فإنه يدعو إلى ما يحث عليه الطبع فهو كمداد لسفينة منحدرة فيا سرعة انحدارها ولما ركب الهوى في هاروت وماروت لم يستمسكا فإذا رأت الملائكة مؤمنا قد مات على الإيمان تعجبت من سلامته وبالله التوفيق
الباب السادس والتسعون في أفعال لم يسبق إبليس إليها
روى ابن أبي شيبة وأبو عروبة في أوائلهما قال ابن سيرين أول من قاس إبليس وإنما عبدت الشمس والقمر بالمقاييس وقال الحسن البصري قاس إبليس وهو أول من قاس رواهما ابن جرير ومعنى هذا أنه نظر نفسه بطريق المقايسة بينه وبين آدم فراى نفسه أشرف من أدم فامتنع من السجود مع وجود الأمر له ولسائر الملائكة والقياس إذا كان مقابلا للنص كان فاسد الاعتبار ثم هو فاسد في نفسه لما قدمناه في الباب السادس والثمانين من خمسة عشر وجها وروى ابن أبي شيبة بسنده قال ميمون بن مهران سألت ابن عمر من أول من سمي العشاء العتمة قال الشيطان وذكر البغوي أنه أول من ناح وروى جابر مرفوعا أنه أول من تغنى والله أعلم
الباب السابع والتسعون في رنات إبليس لعنه الله
ذكر بقي بن مخلد في تفسيره أن إبليس رن أربع رنات رنة حين لعن ورنة حين أهبط ورنة حين بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورنة حين أنزلت فاتحة الكتاب قال والرنين والنخار من عمل الشيطان وقال ابن دريد رن وأرن من الرنين وهو شبيه بالحنين قال الشاعر
أرن على حقب حيال طروقة
كذود الأجير الاربع الأشرات
وقالوا في بيت رووه
نبهت ميمون لها فأنا
وقام يشكو عصبا قدرنا
وقال الأصمعي إنما هو زن أي تقبض ويبس وقال ابن أبي الدنيا في كتاب مكايد الشيطان حدثنا إبراهيم بن راشد حدثنا داود بن مهران حدثنا يعقوب القمي عن جعفر عن سعيد بن جبير قال لما لعن الله تعالى إبليس تغيرت صورته عن صورة الملائكة فخرج فرن رنة كل رنة إلى يوم القيامة منها قال سعيد ولما رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - قائما يصلي بمكة رن رنة أخرى قال سعيد ولما افتتح النبي - صلى الله عليه وسلم - مكة رن رنة أخرى اجتمعت إليه ذريته فقال إيأسوا أن تردوا أمة محمد إلى الشرك ولكن افتنوهم في دينهم وأفشوا بينهم النوح والشعر وقال ابن أبي الدنيا حدثنا علي بن أبي الجعد حدثنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار سمعت شيخنا يقول سمعت ابن عباس يقول لما خلق الله تعالى إبليس نخر لعنه
الله تعالى الباب الثامن والتسعون في أن عرش إبليس على البحر
روى مسلم من حديث جابر سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول إن عرش إبليس على البحر فيبعث سراياه فيفتنون الناس فأعظمهم عنده منزلة أعظمهم فتنة يجئ أحدهم فيقول فعلت كذا وكذا فيقول ما صنعت شيئا ثم يجيء أحدهما فيقول ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته فيدنيه منه ويقول نعم أنت أنت ورواه أحمد في مسنده بنحوه من عدة طرق فقال حدثنا أبو المغيرة حدثنا صفوان حدثنا ماعز التميمي عن جابر ورواه أيضا عن روح عن ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر وساقه أيضا من حديث أبي سعيد الخدري فقال حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة أنبأنا علي بن زيد عن أبي نضرة عن أبي سعيد ان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لابن صائد ما ترى قال ارى عرشا على الماء أو قال على البحر حوله حيات قال ذاك عرش إبليس وقال سنيد في تفسيره حدثنا أبو بكر بن عياش وحميد الكندي عن عبادة بن نسي عن أبي ريحانه قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن إبليس اتخذ عرشا على الماء ووكل بكل رجل شيطانين وأجلهما سنة فإن فتناه وإلا قطع ايديهما وأرجلهما وصلبهما ثم بعث له شيطانين آخرين قال الحافظ ابن منبه هذا حديث تفرد به أبو بكر بن عياش وقال الحافظ الذهبي هذا حديث غريب منكر لا يعرف إلا بهذا الإسناد
الباب التاسع والتسعون في مكان ركز الشيطان رايته
روى مسلم من حديث سلمان قال - صلى الله عليه وسلم - لا تكونن إن استطعت أول داخل السوق ولا آخر من يخرج منها فإنها معركة الشيطان وبها تركز رايته ورواه عباس الدوري عن سعيد بن عامر الضبعي عن عوف عن أبي عثمان النهدي عن سلمان الفارسي موقوفا عليه ولفظه فإنها مبيض الشيطان وبها يقرب لواؤه
الباب الموفي مائة في جعل إبليس كل واحد من ولده عن شيء من أمره
قال عبد الله بن محمد بن عبيد حدثنا بشر بن الوليد الكندي حدثنا محمد بن طلحة عن زيد عن مجاهد قال لإبليس خمسة من ولده قد جعل كل واحد منهم على شيء من أمره ثم سماهم فذكر ثبر والأعور ومسؤط وداسم وزلبنور فأما ثبر فهو صاحب المصيبات الذي يأمر بالثبور وشق الجيوب ولطم الخدود ودعوى الجاهلية وأما الأعور فهو صاحب الزنا الذي يامر به ويزينه وأما مسوط فهو صاحب الكذب الذي يسمع فيلقى الرجل فيخبره بالخبر فيذهب الرجل إلى القوم فيقول لهم قد رأيت رجلا أعرف وجهه وما أدري ما اسمه حدثني بكذا وكذا وأما داسم فهو الذي يدخل مع الرجل إلى أهله يريه العيب فيهم ويغضبه عليهم وأما زلنبور فهو صاحب السوق الذي تركز رايته في السوق والله أعلم
الباب الأول بعد المائة في حضور الشيطان كل شيء من شئون الإنس
روى مسلم والترمذي من حديث جابر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه حتى يحضره عند طعامه فإذا سقطت لقمة أحدكم فليأخذها وليمط ما كان بها من أذى وليأكلها ولا يدعها للشيطان فإذا فرغ فليلعق أصابعه فإنه لا يدري في أي طعامه البركة
الباب الثاني بعد المائة في حضور الشيطان جماع الرجل أهل
عن أنس بن مالك قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا فإنه إن يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره الشيطان أبدا أخرجاه في الصحيحين قال القاضي عياض لم يحمله أحد على العموم في جميع الضرر والإغواء والوسوسة وقال بعض العلماء ما ها هنا نكره لا يجوز أن تكون بمعنى الذي لأنها لا تكون لمن يعقل إذا كانت بمعنى الذي فيكون معناها شيء وقال ابن جرير في تهذيب الآثار حدثنا محمد بن عمارة الأسدي حدثني سهل بن عامر البجلي حدثنا يحيى بن يعلى الاسلمي عن عثمان بن الأسود عن مجاهد قال إذا جامع الرجل ولم يسم انطوى الجان على إحليله فجامع معه فذلك قوله تعالى “ لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان “ وقد قدمنا في الباب الرابع والثلاثين قول ابن عباس أن الله تعالى ورسوله - صلى الله عليه وسلم - نهيا أن يأتي الرجل امرأته وهي حائض فإذا أتاها سبقه إليها الشيطان فحملت فجاءت بالمخنث ذكره الطرطوشي في كتاب تحريم الفواحش
الباب الثالث بعد المائة حضور الشيطان المولود حين يولد
في الصحيحين من حديث أبي هريرة قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما من بني آدم من مولود إلا نخسه الشيطان فيستهل صارخا من نخسه إياه الا مريم وابنها وفي رواية عند مسلم إلا نخسه الشيطان فيستهل صارخا من نخسة الشيطان وفيها قال أبو هريرة اقرأوا إن شئتم “ وإني أعيذها بك وذريتها “ الآية وفي لفظ عند البخاري كل بني آدم يطعن الشيطان في عينيه بأصبعه حين يولد إلا عيسى بن مريم ذهب يطعن فطعن في الحجاب وعن أبي هريرة قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صياح المولود حيث يقع نزغة من الشيطان أخرجه أبو حاتم قال السهيلي ولأن عيسى عليه السلام لم يخلق من مني الرجال فأعيذ من مغمزه وإنما خلق من نفخة روح القدس قال ولا يدل هذا على فضل عيسى عليه السلام على محمد - صلى الله عليه وسلم - لأن محمدا - صلى الله عليه وسلم - قد نزع منه ذلك المغمز وملئ قلبه حكمة وإيمانا بعد أن غسله روح القدس بالثلج والبرد وإنما كان ذلك المغمز فيه لموضع الشهوة المحركة للمني والشهوات يحضرها الشيطان لا سيما شهوة من ليس بمؤمن فكان ذلك المغمز فيه راجعا إلى الأب لا إلى الابن المطهر - صلى الله عليه وسلم - ولهذا قال شق صدره فأخرج منه مغمز الشيطان وعلق الدم فنبين أن الذي التمس فيه هو الذي يغمزه الشيطان من كل مولود والله أعلم
الباب الرابع بعد المائة في أن للشيطان لمة بابن آدم
روى الترمذي من حديث بن مسعود قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن للشيطان لمة بابن آدم وللملك لمة فأما الشيطان فإيعاد بالشر وتكذيب بالحق وأما لمة الملك فوعد بالخير وتصديق بالحق فمن وجد ذلك فليعلم أنه من الله تعالى فبحمد الله تعالى ومن وجد الأخرى فليتعوذ بالله من الشيطان ثم قرأ “ الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء “ والله تعالى أعلم
الباب الخامس بعد المائة في انه يجري من ابن آدم مجرى الدم
ثبت في الصحيحين من حديث صفية بنت حيي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ورواه أبو داود من حديث أنس ورواه غير واحد من أهل السنن منهم الحافظ أبو جعفر الطحاوي أوردهما بأسانيده من حديث صفية وحديث أنس وقال ابن أبي الدنيا حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله المديني حدثنا حسان بن إبراهيم عن سعيد يعني ابن مرزوق عن محارب بن دثار عن ابن عمر قال كيف ننجو من الشيطان وهو يجري منا مجرى الدم وقال أبو بكر بن أبي داود في كتاب الوسوسة حدثنا الحسين بن منصور حدثنا يزيد أنبأنا سفيان عن المغيرة عن إبراهيم قال ان الشيطان ليجري في الأحليل ويبيض في الدبر وقد قدمنا في باب دخول الجن في بدن المصروع وفي باب الوسوسة القول في ذلك وإمكان جريه وتداخل الأجسام فلينظر هناك
الباب السادس بعد المائة في انتشار الشيطان جنح الليل وتعرضه للصبيان
في الصحيحين من حديث جابر بن عبد الله قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا كان جنح الليل وأمسيتم فكفوا صبيانكم فإن الشيطان ينتشر حينئذ إذا ذهب ساعة من الليل فخلوهم وأغلقوا الأبواب واذكروا اسم الله تعالى وخمروا آنيتكم واذكروا اسم الله عز وجل ولو ان تعرضوا عليها شيئا واطفئوا مصابحكم وفي رواية فإن الشيطان لا يفتح غلقا
الباب السابع بعد المائة في ما يلهي الشيطان عن الصبيان
قال حرب الكرماني حدثنا الحسن بن مهدي بن مالك حدثنا عبيد الله بن موسى حدثنا أبو عبيدة البلخي عن الحسن قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اتخذوا الحمامات المقصوصات في البيوت فإنها تلهي الشيطان عن صبيانكم وقال حرب سمعت أحمد يقول لا بأس أن يتخذ الرجل في منزله الطيور والحمامات المقصوصة يستأنس اليها فإن تلهى بها فإني أكرهه
الباب الثامن بعد المائة في نوم الشيطان على الفراش الذي لا ينام عليه أحد
قال القرشي حدثنا أبي حدثنا هشيم عن اسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال ما من فراش يكون في بيت مفروشا لا ينام عليه أحد إلا نام عليه الشيطان
قلت ليس هذا على إطلاقه بل إذا فرش ولم يسم عليه وليس مخصوصا بالفراش بل كل ما لم يسم عليه من طعام أو شراب أو لباس أو غير ذلك مما ينتفع به فللشيطان فيه تصرف واستعمال إما بإتلاف عينه كالطعام والشراب وإما مع بقاء عينه مما ينتفع به مع بقاء العين وقد قدمنا في الأحاديث ما يدل على ذلك والله أعلم
الباب التاسع بعد المائة في عدم قيلولة الشياطين
قال عبد الله بن احمد كان أبي ينام نصف النهار شتاء كان أو صيفا ويأخذني بذلك ويقول قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه قيلوا فإن الشياطين لا تقيل وقال جعفر بن محمد نومة نصف النهار تزيد في العقل وذكر قتادة عن أنس بن مالك قال يلزم من ضبطهن ضبط الصوم من قال وتسحر وأكل قبل أن يشرب
الباب العاشر بعد المائة في عقد الشيطان على رأس النائم
روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد يضرب على كل عقدة مكانها عليك ليل طويل فارقد فإن استيقظ فذكر الله عز وجل انحلت عقدة فإن توضأ انحلت عقدة فإن صلى انحلت عقدة كلها فأصبح نشيطا طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان
وفي الصحيحين من حديث ابن مسعود قال ذكر عند النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل فقيل ما زال نائما حتى أصبح ما قام إلى الصلاة فقال ذاك رجل بال الشيطان في أذنه أو قال في أذنيه قلت هذا لمن لم يقرأ آية الكرسي أو خواتيم سورة البقرة أو ما يتحرز به من الشياطين من القرآن وأما من قرأ ذلك فلا سبيل للشيطان عليه بدليل ما قدمناه من الأحاديث الدالة على أن من قرأها لا يقربه شيطان حتى يصبح والقافية القفا قاله الجوهري والله تعالى أعلم
الباب الحادي عشر بعد المائة في أن الحكم المكروه من الشيطان
روى البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أبي قتادة سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول الرؤيا من الله والحلم من الشيطان فإذا حلم أحدكم الحلم يكرهه فليبصق عن يساره وليستعذ بالله منه فلن يضره وفي البخاري من حديث أبي سعيد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال إذا رأى أحدكم الرؤيا يحبها فإنها من الله عز وجل فيحمد الله عليها وليحدث بها وإذا رأى غير ذلك مما يكره فإنما هي من الشيطان فليستعذ بالله من شرها ولا يذكرها لاحد فإنها لن تضره قال السهيلي الرؤيا عند أهل العلم ما يراه الإنسان في منامه والرؤية ما يراه بعينه في اليقظة فرؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - لم تكن إلا لمن رآه في حياته وأما رؤيا النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام فرؤيا ولا تكون رؤيا حق لقوله عليه الصلاة والسلام من رآني فقد رأى الحق وهو مشترك بين الرؤية والرؤيا وأما قوله عليه الصلاة والسلام من رآني في المنام فسيراني في اليقظة أول الكلام من الرؤيا وآخره من الرؤية قال المازري كثر كلام الناس في حقيقة الرؤيا فقال فيها غير الإسلامين أقاويل كثيرة منكرة لما حاولوا الوقوف على حقائق لا تعلم بالعقل ولا يقوم عليها برهان وهم لا يصدقون بالسمع فاضطربت لذلك مقالاتهم فمن ينتمي إلى الطب ينسب جميع الرؤيا إلى الأخلاط ويقول من غلب عليه البلغم رأى السباحة في الماء أو ما شابهه لمناسبة الماء في طبيعته طبيعة البلغم ومن غلب عليه الصفراء رأى النيران والصعود في الجو وشبهه لمناسبة النار طبيعة الصفراء ولأن خفتها وإنفاذها تخيل إليه الطيران في الجو والصعود في العلو وهكذا يصنعون في بقية الأخلاط وهذا مذهب و إن جوزه العقل وامكن عندنا أن يجري البادي جلت قدرته العادة بأن يخلق مثل ما قالوا عند غلبة هذه الأخلاط فإنه لم يقم عليه دليل ولا اطردت به عادة والقطع في موضع التجويز غلط وجهالة هذا لو نسبوا ذلك إلى الأخلاط على جهة الاعتبار واما إن أضافوا الفعل إليها فإنا نقطع بخطئهم ولا نجوز ما قالوه إذ لا فاعل إلا الله تعالى ولبعض أئمة الفلاسفة تخليط طويل في هذا وكأنه يرى أن صور ما يجري في العالم العلوي كالمنقوش وكأنه يدور بدوران الأكر فما حاذى بعض النفوس منه انتقش فيها وهذا أوضح فسادا من الأول مع كونه تحكما بما لم يقم عليه برهان والانتقاش من صفات الأجسام وكثيرا ما تجري في العالم والأعراض لا تنتقش ولا ينتقش فيها والمذهب الصحيح ما عليه أهل السنة وهو أن الله سبحانه وتعالى يخلق في قلب النائم اعتقادات كما يخلقها في قلب اليقظان وهو تبارك وتعالى يفعل ما يشاء ولا يمنع من فعله نوم ولا يقظة فإذا خلق هذه الاعتقادات فكأنه سبحانه جعلها علما على أمور أخر يخلقها في ثاني حال أو كان خلقها فإذا خلق في قلب النائم اعتقاد الطيران وليس بطائر فقصارى ما فيه أنه اعتقد امرا على خلاف ما هو عليه علما وكم في اليقظة ممن يعتقد أمرا على خلاف ما هو عليه فيكون ذلك الاعتقاد علما على غيره كما يكون خلق الله تعالى الغيم علما على المطر والجميع خلق الله ولكن يخلق الرؤيا والاعتقادات التي جعلها علما على ما يسر بحضرة الملك أو بغير حضرة الشيطان ويخلق ضدها مما هو علم على ما يضره بحضرة الشيطان فينسب إليه مجازا واتساعا هذا المعنى بقوله - صلى الله عليه وسلم - الرؤيا من الله عز وجل والحلم من الشيطان لا على أن الشيطان يفعل شيئا في غيره وتكون الرؤيا اسما لما يحب والحلم اسم لما يكره أنتهى قول المازري وحكى السهيلي في حقيقة الرؤيا قول الأسفرائي أبو إسحاق فيما بلغه عنه أن الرؤيا إدراك بجزء من القلب كما أن الرؤية إدراك بجزء من العين وإذا غشى القلب كله النوم لم ير شيئا فإذا ذهب عنه النوم أو عن أكثر القلب كانت الرؤيا أصفى وأجلى كرؤيا السحر قال وقال القاضي الرؤيا اعتقادات يعتقدها الرائي في النوم وليست بإدراك كإدراك الحاسة وقال الأستاذ أبو بكر ابن فورك الرؤيا أوهام يتوهمها المرء في حال النوم ثم قال أما قول الأسفرائيني فقد يجوز أن يكون في بعض الأحوال لا في جميع أحوال الرؤيا فإن الرائي قد يرى في المنام ما هو معدوم في تلك الحال والمعدوم لا تتعلق به الإدراكات وأما قول القاضي اعتقادات فحق لأنه قد يعتقد الشيء على ما هو عليه وقد يعتقده على خلاف ما هو عليه كالذي يرى اللبن في النوم فيعتقده لبنا وهو عبارة عن العلم وقد يحضر في حال النوم أنه عبارة عن العلم وليس بلبن وأما قول أبي بكر هي أوهام فصحيح وليس بمناقض لقول القاضي لأن النائم يتوهمه الشيء في تصوره في خلده ثم يعتقد مع ذلك التوهم أن الشيء كما يوهمه لعزوب عقله في النوم فإذا ثاب إليه عقله في اليقظة انحل عنه الاعتقاد وعلم أن الذي توهمه ليس على الصورة التي توهمها كالذي يتوهم في اليقظة وهو في السفينة ماشية أن البحر يمشي معه وعقله يدفع ما فاجأه به الوهم ولولا ذلك لاعتقد صحة ما توهم فإذا عزب العقل تحكم الوهم اعتقدت النفس صحة ما يتوهم فثم إذا وهم إما صادق وإما كاذب وتم في تلك الحالة اعتقاد تصديق الوهم انتهى ما ذكره في حقيقة الرؤيا قال المازري وأما قوله - صلى الله عليه وسلم - فإنها لن تضره فقيل معناه أن الروع يذهب بهذا النفث المذكور وفي الحديث إذا كان فاعله مصدقا به متكلا على الله جلت قدرته في دفع المكروه وقيل يحتمل ان يريد أن هذا الفعل منه يمنع من نفوذ ما دل عليه المنام من المكروه ويكون ذلك سببا فيه كما تكون الصدقة تدفع البلاء إلى غير ذلك من النظائر المذكورة عند أهل الشريعة والله تعالى أعلم
الباب الثاني عشر بعد المائة في أن الشيطان لا يتمثل بالنبي عليه السلام
في الصحيحين من حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف أن أبا هريرة قال سمعت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول من رآني في المنام فسيراني في اليقظة أو كما رآني في اليقظة لا يتمثل الشيطان بي قال وقال أبو سلمة قال أبو قتادة قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من رآني فقد رأى الحق وفي رواية من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي ذهب القاضي أبو بكر بن الطيب إلى أن المراد بقوله - صلى الله عليه وسلم - من رآني في المنام فقد رآني أنه رأى الحق وأن رؤياه لا تكون أضغاثا ولا من التشبيهات في الشيطان ويعضد ما قاله بقوله - صلى الله عليه وسلم - في بعض الطرق من رآني فقد رأى الحق إن كان المراد به ما أريد بالحديث الأول من المنام وقوله - صلى الله عليه وسلم - فإن الشيطان لا يتمثل بي إشارة إلى أن رؤياه لا تكون أضغاثا وإنما تكون حقا وقد يراه الرائي على غير صفته المنقولة إلينا كما لو رآه شيخا ابيض اللحية أو على خلاف لونه أو يراه رائيان في زمان واحد أحدهما بالمشرق والآخر بالمغرب ويراه وكل منهما معه في مكانه وقال السهيلي رؤيا النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام رؤيا ولا تكون إلا رؤية حق لقوله - صلى الله عليه وسلم - من رآني فقد رأى الحق وهو مشترك بين الرؤية والرؤيا وأما قوله من رآني في المنام فسيراني في اليقظة أول الكلام من الرؤيا والثاني من الرؤية وقال آخرون بل الحديث محمول على ظاهره والمراد أن من رآه فقد أدركه - صلى الله عليه وسلم - ولا مانع يمنع من ذلك ولا عقل يحيله حتى يضطر إلى صرف الكلام عن ظاهره وأما الاعتلال أنه قد يرى على خلاف صفته المعروفة وفي مكانين مختلفين معا فإن ذلك غلط في صفاته وتخيل لها على غير ما هي عليه وقد يظن بعض الخيالات مرئيات لكون ما يتخيل مرتبطا لما يرى في العادة فتكون ذاته - صلى الله عليه وسلم - مرئية
وصفاته متخيلة غير مرئية والإدراك لا يشترط فيه تحديق الأبصار ولا قرب المسافات ولا كون المرئي مدفونا في الأرض ولا ظاهرا عليها وإنما يشترط كونه موجودا وقد ثبت وجوده وتكون الصفات المتخيلة ثمرتها اختلاف الدلالات وقد ذكر الكرماني في باب رؤيا النبي - صلى الله عليه وسلم - قال وقد جاء في الحديث انه إذا رئى في المنام شيخا فهو عام سلم وإذا رئى شابا فهو عام حرب وكذلك أحد جوابهم عنه - صلى الله عليه وسلم - لو رآه امرؤ يأمره بقتل من لا يحل قتله فإن ذلك من الصفات المتخيلة لا المرئية وجوابهم الثاني منع وقوع مثل هذا قال المازري لا وجه عندي لمنعهم إياه مع قولهم في تخيل الصفات فهذا انفصال هؤلاء عما احتج به القاضي وأما قوله - صلى الله عليه وسلم - من رآني في المنام فسيراني في اليقظة او كأنما رآني في اليقظة فتأويله مأخوذ مما تقدم قال المازري إن كان المحفوظ فسيراني في اليقظة فيحتمل أن يريد أهل عصره ممن لم يهاجر اليه - صلى الله عليه وسلم - فإنه إذا رآه في المنام فسيراه في اليقظة ويكون الباري جلت قدرته جعل رؤيا المنام علما على رؤية اليقظة وأوحى إليه بذلك - صلى الله عليه وسلم -
وقال السهيلي في ضمن أسئلة في الرؤيا كيف تكون الرؤيا حقا وهي كلها قد يرى على صور مختلفة منها ما هي صورة له ومنها ما ليس بصورة له وأجاب بعد تقرير الكلام في حقيقة الرؤيا وقال إذا رأى في حال النوم محمدا - صلى الله عليه وسلم - مثلا على غير صورته التي كان عليها فقد رآه حقا ولكن من الرؤيا لا من الرؤية فتوهم الصورة أنها صورته وأنها صفة له واعتقد في تلك الحال لعزوب العقل تصديق الوهم ولم يقدح ذلك التوهم في صحة الرؤيا كما لم يقدح من اليقظان الراكب البحر توهمه لمشي البحر في صحة رؤية البحر وكذلك من رأى رجلا من مكان بعيد جدا فتوهمه صبيا أو طائرا فقد رآه بعينه ولم يقدح في صحة رؤيته توهم الصورة على غير ما هي لكنه في اليقظة يكذب الوهم في ذلك التوهم لحصول العقل ولا يكذب العقل الوهم في حال النوم بل يعتقد صدقه لعزوب العقل عن النظر في الدليل فيعتقد الصورة الداخلة في الخيال لا وجود لها من خارج فإذا استيقظ انحل الانعقاد بتجديد النظر وبقي النظر في تلك الصورة المتوهمة فإن الله تعالى لم يخلقها داخل الخيال إلا ليتعلق بها تأويل الرؤيا فيختلف التأويل على حسب الصورة المتوهمة التي لا وجود لها من خارج
تعليق
فصل لا شك أنه لم يجز للشيطان أن يتمثل على صورة النبي - صلى الله عليه وسلم - فأحرى أن لا يتمثل بالله عز وجل وأجدر بأن تكون رؤيا الله تعالى في المنام حقا وأن لا يكون تخليطا من الشيطان هذا على قول طائفة منهم أبو بكر بن العربي وأما على قول طائفة أخرى من العلماء فإنهم ذهبوا إلى أن العصمة من تصور الشيطان وتمثله إنما هي في حق النبي - صلى الله عليه وسلم - لأنه بشر تجوز عليه الصور فصرف الله عز وجل الشيطان أن يتمثل به لئلا تختلط رؤياه بالرؤيا الكاذبة وهذا الكلام له تتمة ذكرها ابن بطال في شرح البخاري اختصرتها ومن تأمل الفصل من أوله عرف القول وضده ودله ذلك على معنى ما تركته وبالله التوفيق “ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير “
بيان صغر الشيطان يوم عرفة
فصل في بيان صغر الشيطان ودحره وحقارته وغيظه يوم عرفة روى مالك في الموطأ من حديث طلحة بن عبد الله بن كريز أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لم ير الشيطان يوما ما هو فيه أصغر ولا أدحر ولا أحقر ولا أغيظ منه في يوم عرفة وما ذاك إلا لما يرى من تنزل الرحمة وتجاوز الله تعالى عن الذنوب الكبار إلا ما رأى يوم بدر فإنه رأى جبريل يزع الملائكة
الباب الثالث عشر بعد المائة في بيان طلوع قرن الشيطان من نجد
روى البخاري ومسلم وغيرهما من حديث عبد الله بن عمر سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول وهو على المنبر ألا إن الفتنة هنا يشير إلى المشرق من حيث يطلع قرن الشيطان وفي رواية قال وهو مستقبل المشرق إن الفتنة ههنا ثلاثا وذكر نحوه وفي أخرى أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مستقبل المشرق يقول ألا الفتنة ههنا من حيث يطلع قرن الشيطان وزاد البخاري في رواية أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك لنا في يمننا قالوا يا رسول الله وفي نجدنا فأظنه قال في الثالثة هنالك الزلازل والفتن ومنها يطلع قرن الشيطان.
فصل ذكر أهل السير أن قريشا لما بنت الكعبة اختلفت فيمن يضع الركن وأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو الذي وضعه بيده وأن إبليس تمثل في صورة شيخ نجدي حين حكموا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أمر الركن فصاح إبليس بأعلى صوته يا معشر قريش أقد رضيتم أن يضع هذا الركن وهو شرفكم غلام يتيم دون ذوى أسنتكم فكاد يثير شرا فيما بينهم ثم سكنوا ذلك وكذلك لما اجتمعت قريش للتشاور في أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - تمثل لهم إبليس أيضا في صورة شيخ جليل وانتسب إلى نجد فأما في الكعبة فتمثل نجديا لأن نجدا يطلع منها قرن الشيطان كما تقدم وأما في وقت التشاور فذكر بعض أهل السير أن قريشا لما اجتمعت قالت لا يدخلن معكم في المشاورة أحد من تهامة لأن هواهم مع محمد - صلى الله عليه وسلم - فانضم انتسابه إلى نجد لينتفي من تهامة إلى كون قرنه يطلع من نجد فتناسب المعنيان وقد ورد في حديث ابن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حين قال هذا الكلام وقف عند باب عائشة رضي الله عنها ونظر إلى المشرق يحذر من الفتنة قال السهيلي وفي وقوفه عند باب عائشة رضي الله عنها ناظرا إلى المشرق يحذر من الفتنة عبرة وفكر في خروجها إلى المشرق عند وقوع الفتنة تفهم الإشارة إن شاء الله تعالى واضمم إلى هذا قوله - صلى الله عليه وسلم - حين ذكر نزول الفتن أيقظوا صواحب الحجر والله أعلم
الباب الرابع عشر بعد المائة في بيان طلوع الشمس بين قرني الشيطان
روى أبو داود والنسائي من حديث عمرو بن عبسة قال قلت يا رسول الله أي الليل أسمع قال جوف الليل الآخر فصل ما شئت فإن الصلاة مشهودة مكتوبة حتى تصلي الصبح ثم أقصر حتى تطلع الشمس فترتفع قيد رمح أو رمحين فإنها تطلع بين قرني شيطان فيصلي لها الكفار ثم صل ما شئت فإن الصلاة مشهودة مكتوبة حتى يعدل الرمح ظله ثم أقصر فإن جهنم تسجر وتفتح أبوابها فإذا زاغت الشمس فصل ما شئت فإن الصلاة مشهودة مكتوبة حتى تصلي العصر ثم أقصر حتى تغرب الشمس فإنها تغرب بين قرني شيطان ويصلي لها الكفار.
وروى مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن عبد الله الصنابحي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال إن الشمس تطلع ومعها قرن الشيطان فإذا ارتفعت فارقها ثم إذا استوت قارنها فإذا دنت للغروب قارنها ونهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الصلاة في تلك الأوقات
قال ابن عبد البر تابع يحيى على قوله في هذا الحديث عن عبد الله الصنابحي جمهور الرواة منهم العقبي وغيره وقال مطرف عن مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي عبد الله الصنابحي وتابعه إسحاق بن عيسى الطباع وهو الصواب وهو أبو عبد الله الصنابحي واسمه عبد الرحمن بن غسيلة وهو من كبار التابعين ولا صحبة له توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل قدومه المدينة بخمس ليال وللعلماء في معنى الحديث قولان أحدهما أن ذلك اللفظ على حقيقته وأنها تغرب وتطلع على قرن شيطان وعلى رأس شيطان وبين قرني شيطان على ظاهر الحديث حقيقة لا مجازا من غير تكييف لأنه لا يكيف ما لا يرى وحجة من قال هذا القول حديث عكرمة عن ابن عباس أنه قال له أرايت ما جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في أمية بن أبي الصلت آمن شعره وكفر قلبه قال هو حق فما أنكرتم من شعره قالوا أنكرنا قوله:
والشمس تطلع كل آخر ليلة حمراء يصبح لونها يتورد
ليست بطالعة لهم في رسلها إلا معذبة وإلا تجلد
فما بال الشمس تجلد فقال والذي نفسي بيده ما طلعت الشمس قط حتى ينخسها سبعون ألف ملك ويقولون لها اطلعي اطلعي فتقول لا أطلع على قوم يعبدونني من دون الله فيأتيها ملك من الله عز وجل يأمرها بالطلوع فيستقبل الضياء بني آدم فيأتيها شيطان يريد أن يصدها عن الطلوع فتطلع بين قرنيه فيحرقه الله تعالى تحتها وما غربت الشمس قط إلا خرت لله تعالى ساجدة فيأتيها شيطان يريد أن يصدها عن السجود فتغرب بين قرنيه فيحرقه الله تعالى تحتها فذلك قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما طلعت إلا بين قرني شيطان ولا غربت إلا بين قرني شيطان
وقال آخرون معنى هذا الحديث عندنا على المجاز واتساع الكلام وأنه أريد بقرن الشيطان هنا أمة تعبد الشمس وتسجد لها وتصلي في حين غروبها وطلوعها تقصد بذلك الشمس من دون الله وكان - صلى الله عليه وسلم - يكره التشبه بالكفار ويجب مخالفتهم فنهى عن الصلاة في هذه الأوقات لذلك وهذا التأويل جائز في لغة العرب معروف في لسانها لأن الأمة تسمى عنده قرنا والأمم قرونا وقال عز وجل “ وكم أهلكنا قبلهم من قرن “ وقال تعالى “ وقرونا بين ذلك كثيرا “ وقال تعالى “ فما بال القرون الأولى “ وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خير الناس قرني وجائز أن يضاف القرن إلى الشيطان لطاعتهم له وقد سمى الله تعالى الكفار حزب الشيطان ومن حجة من تأول هذا التأويل من طريق الآثار حديث
عمرو بن عبسة السلمي الذي قدمناه وحديث أبي أمامة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والله أعلم
الباب الخامس عشر بعد المائة في بيان مقعد الشيطان
قال أبو بكر الخلال في كتاب الأدب أخبرنا أحمد بن محمد ابن عبد الله بن صدقة حدثنا أبو القاسم الزهري حدثنا عمي حدثنا شعبة عن مغيرة العبسي الأعمى عن الشعبي عن عبد الله بن عمرو قال قعود الرجل بعضه في الشمس وبعضه في الظل مقعد الشيطان أخبرنا أحمد حدثنا أبو القاسم حدثنا عمي حدثنا شعبة عن أبيه عن أبي هريرة قال بمثل ذلك أخبرنا يحيى بن جعدة حدثنا عبد الوهاب حدثنا قرة بن خالد عن نفيع عن سعيد بن المسيب أنه كان يقول مقيل الشيطان بين الظل والشمس أخبرنا يحيى أنبأنا عبد الوهاب أنبأنا سعيد عن قتادة كان يقال مقعد الشيطان بين الظل والشمس ويكره القعود فيه أخبرني أحمد بن محمد بن حازم أن إسحاق بن منصور حدثهم أنه قال لابن عبد الله يكره أن يجلس بين الظل والشمس قال هذا مكروه أليس قد نهى عن ذلك قال إسحاق ابن منصور قال إسحاق بن راهويه قد صح النهي فيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولكن لو ابتدأ فجلس فيه كان أهون
الباب السادس عشر بعد المائة في لزوم الشيطان القاضي الجائر
روى الترمذي من حديث عبد الله بن أبي أوفى قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الله مع القاضي ما لم يجر فإذا جار تخلى عنه ولزمه الشيطان الباب السابع عشر بعد المائة في ادباره إذا نودي للصلاة
في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا نودي بالصلاة أدبر الشيطان له ضراط حتى لا يسمع المنادين حتى إذا قضى التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه يقول اذكر كذا واذكر كذا ما لم يكن يذكر قبل حتى يظل الرجل ما يدري كم صلى وفي رواية أن الشيطان إذا سمع النداء بالصلاة أحال له حتى لا يسمع صوته فإذا أنتهى رجع فوسوس وفي أخرى إذا أذن المؤذن أدبر الشيطان وله حصاص قال الجوهري الضراط الردام ضرط يضرط ضرطا مثل خبق يخبق خبقا ورأيت في الجمهرة ضبط ابن خالويه خبقا بسكون الباء والحصاص بالضم شدة العدو وسرعته عن الأصمعي وقد حص يحص حصا قال حماد بن سلمة قلت لعاصم بن أبي النجود ما الحصاص قال ما رأيت الحمار إذا صر بأذنيه ومصغ بذنبه وعدا فذلك حصاصه قال أبو عبيد يقال هو الضراط في قول بعضهم قال وقول عاصم أحب إلى وهو قول الأصمعي أو نحوه والله أعلم
الباب الثامن عشر بعد المائة في مشية الشيطان في نعل واحدة
قال حرب حدثنا محمد بن الوزير الدمشقي حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا الليث بن سعد عن جعفر بن ربيعة عن الأعرج عن أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لا يمشي أحدكم في نعل واحدة فإن الشيطان يمشي في نعل واحدة قال حرب وسمعت أحمد يكره أن يمشي الرجل في نعل واحدة كراهية واحدة قال حرب حدثنا يحيى ابن عبد الحميد حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي رزين عن أبي هريرة سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول إذا انقطع شسع أحدكم فلا يمش في الأخرى حتى يصلحها
الباب التاسع عشر بعد المائة في اعتزاله ابن آدم إذا تلا السجدة
إذا تلا ابن آدم السجدة اعتزل الشيطان يبكي ويقول يا ويله أمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة وأمرت بالسجود فأبيت فلي النار قال ابن أبي الدنيا حدثنا أبو مسلم عبد الرحمن بن يونس حدثنا حاتم بن إسماعيل عن محمد بن عجلان عن عبيد الله بن مقسم قال إذا لعنت الشيطان قال لعنت ملعنا فإذا استعذت منه يقول قطعت ظهري وإذا سجدت يقول يا ويله أمر ابن آدم بالسجود فأطاع وأمر الشيطان فعصى فلابن آدم الجنة وللشيطان النار
الباب الموفي عشرين بعد المائة في أن التثاؤب والنعاس والعطاس في الصلاة من الشيطان
في الصحيحين من حديث عبد الله بن زيد بن عاصم المازني قال شكي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - الرجل يخيل إليه أنه يجد الشيء في الصلاة قال لا ينصرف أحدكم حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا قال أو بكر قال أبو بكر ابن محمد حدثنا إسحاق بن إبراهيم عن جرير عن الأعمش عن المنهال بن عمرو عن قيس بن سكن قال قال عبد الله إن الشيطان يطيف بأحدكم في الصلاة فإذا أعياه أن ينصرف نفخ في دبره ليريه أنه قد أحدث فلا ينصرفن حتى يجد ريحا أو يسمع صوتا
وقال إسحاق حدثنا محمد بن جابر عن حماد عن إبراهيم قال قال عبد الله إن الشيطان يجري من ابن آدم في العروق مجرى الدم حتى أنه يأتي أحدكم وهو في الصلاة فينفخ في دبره ويبل إحليله ثم يقول أحدثت فلا ينصرفن أحدكم حتى يجدن ريحا أو يسمع صوتا أو يجد بللا وقال الطبراني في المعجم الكبير حدثنا محمد بن النضر حدثنا أبو غسان النهدي حدثنا قيس بن الربيع عن زر عن عبد الله قال النعاس عند القتال امنة من الله تعالى والنعاس في الصلاة من الشيطان ثم ساقه عن إسحاق بن إبراهيم عن عبد الرزاق عن الثوري عن أبي زريرة عن عبد الله حدثنا محمد بن النضر الأزدي حدثنا معاوية بن عمرو أنبأنا زائدة عن يزيد بن أبي ظبيان عن عبد الله بن مسعود قال التثاؤب والعطاس في الصلاة من الشيطان
الباب الحادي والعشرون بعد المائة في أن العجلة من الشيطان
قال ابن السني في كتاب الإيجاز حدثنا أحمد بن داود ابن عبد الغفار حدثنا أبو مصعب الزهري حدثنا عبد المهيمن بن العباس ابن سهل عن أبيه عن جده ان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال الأناة من الله عز وجل والعجلة من الشيطان الباب
الثاني والعشرون بعد المائة في أن نهيق الحمار عند رؤية الشيطان
روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله فإنها رأت ملكا وإذا سمعتم نهيق الحمار فتعوذوا بالله من الشيطان فإنه رأى شيطانا
الباب الثالث والعشرون بعد المائة في تعرض الشيطان لأهل المسجد
قال أحمد في مسنده حدثنا أبو بكر الحنفي حدثنا الضحاك ابن عثمان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن أ