مومياء
المومياء عبارة عن جسد أو جثة محفوظة والتي - بحمايتها من التحلل إما بطرق طبيعية أو اصطناعية - حافظت على شكلها العام. وتتم عملية الحفظ إما بالتجفيف التام، التبريد الشديد، غياب الأكسجين أو استخدام الكيماويات. وتطلق لفظة مومياء علي كل البقايا البشرية من أنسجة طرية. والتحنيط قد يكون موجودا في كل قارة لكن الطريقة ترتبط بطريقة قدماء المصريين لهذا ينسب إليهم.وكانت أول دراسة للمومياوات كانت في القرن 19.
أشهر الموميائات هي تلك التي حنطت بشكل متعمد بغرض حفظها لفترات طويلة، وخاصة تلك المومياوات التي تعود لفراعنة المصريين القدماء. آمن المصريون القدماء بأن الجسد هو منزل الكا أو القرين، وهو أحد العناصر الخمسة التي يتكون منها الإنسان، الأمر الذي جعل من حفظ الجسد ضروريا من أجل الحياة الأخرى الأبدية التي كان المصريون يؤمنون أن الإنسان ينتقل إليها عند وفاته.
ترتبط المومياوات بالأساطير والمحنطات المصرية. لكن إكتشفت مومياوات عديدة محفوظة تم العثور عليها في كل أنحاء العالم وبكل القارات حيث إتبع التحنيط.
محتويات
1 الأصل اللغوي
2 المومياوات المصرية
3 المومياوات في أمريكا الجنوبية
4 مومياوات آسيا
5 لعنة المومياوات
الأصل اللغوي
كلمة مومياء أصلها الكلمة الهيروغليفيه "مم" التي تعني شمع أو القار والذي كان يستخدم في عمليات التحنيط. وقد إشتُقت منها لاحقا الكلمه (Mummy) واانتشرت بعد ذلك إلى اللغات الهندواوروبيه.
[عدل]المومياوات المصرية
إن المومياوات ليست المصرية مجرد لفائف من قماش الكتان تلف بها الأجساد الميتة فقط. ولكنها طريقة لوجود بيوت دائمة للأرواح. وهذه طريقة تحايلية على الموت. وكان ينتزع في التحنيط المخ من فتحة الأنف ويفرغ الأحشاء من البطن والصدر وكان الجسم المفرع ينقع في الملح ويجفف. وكان الجلد الجاف يعالج بخليط من الزيوت والراتنجات (أصماغ). ووجد أن مومياء كانت تلف بعشرات الأمتار من قماش الكتان لتصنع منها ملابس الميت في حياته الأخرى الأبدية. وكان يتلى عليها التعاويذ وتمارس عليها الطقوس قبل الدفن وكان يدفن معه الطعام والشراب وكل ما سيحتاجه ليعيش حياة هنية بعد الموت. وكانت تدفن المومياءات في لحود برمال الصحراء المترامية والجافة لامتصاص السوائل من الجسم وتجفيفه لحفظ الجلد والأظافر والشعر بعيدا عن ضفتي النيل حيث الزراعة. وكان الموسرون يدفنون في المقابر المشيدة. وكان قدماء المصريين يلفون الميت بقماش الكتان المغموس في الراتنجات منذ3400سنة ق.م..
المومياوات في أمريكا الجنوبية
مع العلم انه لايوجد دليل واحد على صحة هذا الكلام لا دليل مادى واحد كان التحنيط يمارس أيضا في جنوب أمريكا قبل قدماء المصريين بآلاف السنين. فلقد تم العثور علي رأس الصبي شينكورو علي ساحل صحراء أتاكاما شمال شيلي وجنوبي بيرو وكان التحنيط تقوم به جماعة شينكورو التي كانت تمارس صيد السمك التي لم يكن لها سمات حضارية سوي التحنيط. فمنذ 6000 سنة ق.م. كان التحنيط بإعادة بناء جسم الميت بعد انتزاع اللحم من جسم الميت والأحشاء الداخلية والجلد والمخ. وكانت العظام تجفف بالرماد الساخن. ثم يعاد تشكيله بربطه بأغصان لتثبيته وحشوه بالأعشاب وكان يغطي بالجلد ويرقع بجلد طائر البيلكان أو سبع البحر. ويغطي الجلد بطبقة ثخينة من عجينة الرماد ويوضع قناع من الطين علي الوجه ويدهن بأملاح المنجنيز السوداء أو بالمغرة الحمراء ليصبح نسخة مشابهة للميت. وكان يعاد طلاء القناع. ومعظم مومياوات شينيكورو من الأطفال والأجنة. لهذا كانت النسوة أول من قمن بالتحنيط للاحتفاظ بأبنائهن. ولقد ة ظل التحنيط بواسطة الشينكورو في حضارات بيرو قبل مجيء الأسبان ولاسيما في غابات أريزونا المطيرة والمناطق الصحراوية. وكانت الأجسام المحنطة كانت في وضع القرفصاء حيث كانت الركبة مشدودة تحت الذقن واليدان موضوعة قرب الوجه وكان الفكان فاغرين. وكانت المومياء تغطي بالقماش. وهناك مومياوات الجليد ترجع لعصر الإنكا حيث تحتفظ الجبال فوق قممها الجليدية بالقرابين البشرية التي تصبح مومياوات محفوظة بالتجميد. فلقد عثر مؤخرا في الجليد فوق جبال الإنديز علي 100 مومياء مجمدة ومحاطة بالذهب والفضة والعطايا لتصحبها للآلهة.وعندما إستعمر الأسبان المنطقة نهبوا الذهب والفضة وجردوا المومياوات من ملابسها في منطقة جواش منذ عام 1532ومنعوا المواطنين من حفظ أرواحهم
معظم مومياوات أوروبا وأمريكا التي وجدت قد حفظت طبيعيا كرجل الجليد التي حفظت جثته بالتجميد في جبال الألب عند الحدود النمساوية الإيطالية منذ 5000سنة و8جثث مجمدة عثر عليها لنساء وأطفال في ملابسها الجلدبة المحكمة في ثلاجة جرينلاند عمرها 500 سنة. ووجدت مومياوات للسلت (مادة) بشمال غربي أوروبا حيث البيئة حامضية مما حافظ علي الأنسحة وجعل الجلد لونه بني غامق.وترجع لعصر الحديد (400ق.م. –400م. مومياوات أوروبا وأمريكا الشمالية). ومعظمها مهشمة جماجمها ومخنوقة أو بالحلق فتحات طولية وكانت قد قدمت كقرابين، ومن اشهرها مومياء تولوند التي عثر عليها في الدنمرك.
مومياوات آسيا
في الصين وتحديدا في منطقة تاريم عثر علي مومياوات تاريم وهي مومياوات ذات ملامح قوقازية بشعرها الأحمر وملابس التتر عمرها 3500سنة وقد عثر عليها بصحراء تكلا ما كان غرب الصين. وكان قد عثر علي مومياء لسيدة في ثلاجة الطاي علي حدود سيبيريا مع منغوليا. ولقد تم العثور علي مومياوات في آلاسكا وجنوب غربي أمريكا وإيطاليا وأستراليا.وقد عثر علي مومياوات بكهف خلفتها قبيلة إيبالوا Ibaloi بمدينة كابايان الواقعة بإقليم بنجويت بشمال الفليبين منذ مئات السنين وبالتحديد منذ القرن 12وحتي مجيء القساوسة الأسبان في القرن 16. وكانت المومياوات في وضع القرفصاء كالجنين في أكفانها الخشبية ومعظمها أفواهها ممطوطة كأنها تتحدي الموت.. وكان الأثرياء يحضرون لموتهم باختيار مقابرهم التي سيدفنون فيها فيما بعد موتهم ولاسيما ولو كانوا يعانون من مرض الموت أو بلغ بهم العمر عتيا. وكان يعطي لهم محلولا ملحيا وهم أحياء لأنهم كانوا يعتقدون أنه ينظف الأحشاء الداخلية.. وبعد موتهم كان الابن الأكبر ينفث دخان الطباق في فم أبيه الميت ليطهر الأنسجة ويحفظها. لهذا المومياوات أفواهها فارغة. ثم تخلع ملابس الميت ويغسل بالماء العذب ويوضع فوق كرسي ويقيد به رأسه وظهره. ويوقد نار هادئة لتجفف جسد الميت. وكان يوضع إناء تحته لينزل به السوائل التي يعتقد أنها مقدسة فلا تهدر بل يحافظ عليها وعندما يتخلص جسم الميت من السوائل يوضع في الشمس لتسريع عملية التجفيف. ثم تقشر بشرة الجلد ومكانها يدعك المكان بالنباتات المحلية. ثم يغطي المكان بالوشم برسومات مزخرفة ومنتظمة. وكان الوشم يرسم بخليط من السخام (الهباب أو السناج) وعصير الطماطم والماء وكان يوضع تحت الجلد بإبرة. وقرب كهف الدفن كانت تقطع شجرة صنوبر طازجة لعمل الكفن.
تم اكتشاف موميا في اليمن يعود تاريخها إلى 3200 عام اي ما يقارب 1200 ق م
لعنة المومياوات
كان شعب قبيلة إيبالوا يعتقدون أن الشخص عندما يموت تظل روحه لتتداخل مع الأحياء. وتدور حول هذه الأرواح الأساطير ولعناتها. وهذا أيضا ما يردد حول مومياوات قدماء المصريين حيث يعتقد أنها لابد وأن تترك في مقابرها لتعيش في سلام ومن يضايقها في مضاجعها تلاحقه لعنات أرواحها.