الآثار المصرية ، علم حديث النشأة ، يرجع إلى منتصف الفن الثامن عشر ، حين قام الملك شارل بالحفر فى موقعين أثرين جنوب العاصمة نابولى وكانت الأثار التى عثر عليها الشرارة الأولى لحب التعرف على حضارات الشعوب الأولى . وبداية من عام 1748 مبدأ التسابق على جمع الأثار القديمة وحفظها فى قصور أو متاحف . أما فى العصور القديمة فأقتصر الاهتمام بالأثار على الرحالة والمؤرخين مثل هيردورت وأقتصر العمل على كتابات تصف هذه الأثار وأخبار أهلها وظلت هذه الكتابات هى المصدر الوحيد لمعرفة تاريخ الشعوب ، ولم تسلط الأضواء على أثار مصر وحضاراتها إلا عند نشر أجزاء كتاب " وصف مصر " لعلماء الحملة الفرنسية على مصر عام 1798م والتى ظهرت فى أوروبا فى حوالى عام 1816م ومع العثور على حجر رشيد ونجاح العلماء وعلى رأسهم " شامبليون" حل شفره اللغة المصرية القديمة بدأت حركة علمية كبيرة لكشف غموض الحضارة المصرية القديمة . أعلى الصفحة ومع بداية القرن التاسع عشر بدأت الهجمات الشرسة التى شهدتها الأثار المصرية من الأوروبيين الإقتناء والحصول على الأثار الفرعونية ، كان هناك الضرورة لإنشاء مصلحة الأثار المصرية على يد " أوجست ماريت " عام 1850م وهو عالم أثار فرنسى ، الذى بدأ فى إنشاء المصلحة واصبح هو أول رئيس لمصلحة الأثار المصرية ونظم عمليات الحفائر للآثار وإنشاء المتحف المصرى الأول 1858م . وظهرت أيضا الجمعيات العلمية للآثار المصرية فى لندن والقاهرة . أعلى الصفحة واخذ علم المصريات يتطور وينمو على أيدى العديد من العلماء الأجانب مثل " فلندز بيترى " الذى وضع نظماً وأساليب جديدة للبحث عن الأثار المصرية وبدأت الاكتشافات الأثرية تتوالى أهمها أوراق بردى ، الممياوات الملكية فى الأقصر ومع بداية القرن العشرين بدأت الكنوز المصرية تفصح عن نفسها مثل كنوز الملك " توت عنخ أمون " وما أحدثته فى العالم من شهرة عام 1922 على يد الإنجليزي " هوارد كارتر " ، وظهرت مدراس للدراسات المصرية فى فرنسا وأمريكا وإنجلترا كان لعلمائها الأثر الكبير فى تقدم هذه الدراسات بفروعها المختلف من أثار وفن ولغة وعمارة وآداب الخ . أعلى الصفحة لقد أصبح علم الأثار المصرية من العلوم الثابته الأركان الواسعة النطاق وأصبح الأن فى الأمكان استعراض تاريخ وحضارة مصر منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى الآن. ولكن رغم ما حققته الدراسات الأثرية من تقدم فإن علم الآثار لا يزال يحتاج إلى جهود كبيرة لاستكمال بعض نواحى النقص فيه . ومع الجهود الجبارة التى نبذل ، يترقب علماء الأثار المصرية ما تكشف عنه كل يوم التنقيبات الأثرية التى تجرى فى مصر ، وكل نص جديد يلقى ضوءا ولو خافتا على ناحية من نواحى هذا الفكر والثقافة عند المصريين القدماء ، ولا يزال أمامنا عشرات من السنين بل مئات منها يقوم علماء آثار أثناءها بمجهودات معتمدين على ما سوف نظره التنقيبات الجديدة من آثار.