عماد حمدى مدير المنتديات
عدد المساهمات : 421 تاريخ التسجيل : 23/09/2011 العمر : 59
| موضوع: يارايحين الوزاره.. الأحد فبراير 05, 2012 12:01 am | |
| السيد غنام إتخذت من العمل بالرقابه على المخابز طريقاً لى , وسَعِد من حولى بذلك . إذ أنها عمل مرهق ردئ لايحمل إلا الجهد البدنى والنفسى . على التواز راجعت كافة القوانين والقرارات الخاصه بالخبز وصناعته على مدى تاريخ العمل التموينى وكذا ما إستطعت الوصول إليه من منشورات وزاريه تنظيميه مع متابعة الأخبار والتصريحات الإعلاميه المرتبطه بالصناعه , ومقارنة كل ذلك بالحاله السياسيه والإجتماعيه المحيطه بإتخاذ القرار فى حينها. فى 2005 .. وبعد سنوات خمس كامله , إنتهيت من صياغة ورقه بها رؤوس بنود لمقترح لحل الأزمه حلاً جذريا يرفع عن الدوله الرسميه عبئ المليارات المُهدره, ويرفع عن الناس بعض ما هم فيه من شتات , ويقلل نوعاً ما من سرعة مِهبط الإنحطاط المجتمعى المتزايد وغير المُسَيطَر عليه حتى من قوى الشر الدوليه . بدأت بعرض المقترح على إدارتى فى مخطوطات أربع طالبا رفعها إلى ديوان عام الوزاره. لشهور لم يحدث . أرسلتها بالبريد المُسجل إلى المديريه .لاجديد . أرسلتها إلى الوزاره بالبريد المُسجل بعلم الوصول , مع فاكسات لكل ما يقع أمامى من أرقام خاصه بالوزاره , فى إحدى معارض الكتاب كان العاملين بأجنحة المؤسسات الصحفيه يعطون الناس دعايات منشوراتهم , وأنا أعطى للموزعين مقترحى . ذات مساء كان مصيلحى مع المناوى فى برنامج وجهة نظر .. تداخلت تليفونياً.. قلت للوزير عندى مقترح لحل أزمة الخبز والدقيق .. طلب منى وزيرى الحضور إليه بعد عمل مأموريه من عملى . تنصّلت إدارتى من الأمر .. ذهبت إلى المديريه.. ساعات مع المدير العام .. لم أتفائل خيراً.. فالرجل أيام ويكون على المعاش .. والساده رؤساء القطاعات داخلين خارجين بلا إستئذان وكلام خايب لاعلاقه له بالعمل .. دخل طور ضخم ومعه مسخ ..بوس وأحضان وإتفضل ياباشا والمسخ مثل القرد بينهما .. الباشا كبير فى مباحث التموين وعنده مخبز بعد الظهر, والمسخ مفتش مرتشى. الباشا جاى يتوسط له فى إعادة الضبطيه القضائيه. الطلب جاهز وضعه الباشا أمام البيه المدير وهو يقول إطمئن الموضوع بتاعك خلاص . وقّع المدير على الطلب وهو يتلو فى بهجه : ربنا يخليك لينا ياباشا . خرج الباشا جاء مدير إداره طويله عريضه ومعه سمين , بوس وأحضان و: خلاص موضوعك خلص أنا لسه جاى من عند المحافظ البيه كبيرأوى فى مجلس محلى محافظه والحزب ..كان إدارى .. وصل لمدير إداره. هات يابنى الطلب .. الطلب إيه!! السمين دبلوم تجاره قسم جبنه مغشوشه , فى إداره فيها تلاتين كبير,والطلب رئاسة قسم شئون التموين بالإداره مترامية الأطراف. لم يمانع الرجل فى ذهابى إلى الوزاره لكن بعد إطلاعه على المقترح . عشرون يوما وأنا أتصل تليفونيا يوميا .. (المدير فى إجتماع مع المحافظ ).. لاينتهى ولا ينشغل بغيره . قُلت للسكرتيره :قولى له عندما يعود السيد غنام أخذ أجازه إعتيادى وسيذهب إلى الوزير غداً بلا خطاب من المديريه , قالت مسرعه طيب إتصل بعد ربع ساعه هوه جاى على طول. قلت : لن أتصل.. خرجت من القنطره شرق قبل السادسه صباحاً لأصل إلى مكتب الوزير فى الحادية عشر. وكان يوماً شديد الحر لم تشهد مصر مثله فى تاريخها الحديث.. طبقا للأخبار . قابلت سيده قلت لها :حادثت الوزير فى التليفزيون من عشرين يوم وقالى تعالى . نظرت لى من أسفل لأعلى : الوزير مش هنا.. مسافر بره . : فمن أقابل ؟ . : إمشى آخر الطٌرقه يمين . كلما حادثت أحدا ألقى بى لغيره .. حتى وصلت للإستاذ /مجدى .أجلسنى الرجل بكل إحترام ,وسمع لى وفى يده مقترحى .بعدما إنتهيت ,قال:سأرسلك إلى زمايلك فى الرقابه المركزيه لتروى لهم . نظرت إليه فى صمت . قال:كلامى مش عاجبك. قلت: سيدى الفاضل أترسلنى لموظفين . لقد فاقت المشكله قُدرات الوزير . ورقتى يناقشها الوزير فما فوق. قال: أجيبلك فما فوق منين!. قلت: ماتجبليش حد..تفضّل عَلَىْ .. بوضع هذه الورقه على مكتب الوزير . تفضل الرجل قائلا :سيبها فى المكتب اللى بعد اللى بعدنا .. وسيب عنوانك . رجعت إلى بيتى خائبا لأجد على شاشة التلفاز الوزير مع الريس فى برج العرب .. ليه :إبراهيم عيسى كتب الريس عيان . والبورصه وقعت . والريس راح المصيف عشان البورصه ترتفع. بعد أسابيع قال لى زميل: الوزاره كانت بعتالك جواب من أسبوعين . سألت.. لم يجيبنى أحد . فى الصباح ..إتجهت إلى القاهره. إلى المكتب الذى تركت الورقه فيه , فتح الرجل مجلد كبير ,وبعد بحث :روح إدارة التخطيط فى الدور إللى فوئينا. وجدت سيده رويت لها ماسبق .قالت:طيب إنت جاى ليه . . إنت مش سيبت الورقه خلاص مالاكش دعوه . : قيل لى أنكم بعثتم لى . : ليه , هوه مافيش حد غيرك عمل اللى عملته.. كل يوم بيْجِيلنا أفكار كتير أحسن من بتاعتك دى ميت مَرّه. : والله شئ يسعدنى جداً,بس ممكن أسأل حضرتك سؤال . :إتفضل . : إذا كان عندكم حلول وتأتيكم حلول يوميه أحسن من دى .. ليه الخيبه إللى إحنا فيها . ليه كل يوم أسوء من سابقيه . : إزاى .. : أمس الأول قال الوزير مع لاميس أن مجلس الوزراء وافق عل مشروع توصيل الخبز للمنازل . : دا مشروع عظيم. :دا مشروع أحط وأقذر من كل ما سبق .. مشروع سيقضى على البقيه الباقيه من الرقابه التموينيه , وسيصنع فصيلاً جديداً من الحشرات البشريه الناهشه فى جسد الوطن المتهالك . صرخت السيده الفاضله إنتم ليه بتهاجموا أى حاجه صح من قبل أن تبدأ .سيبوا الراجل يشتغل . : إحنا مين ؟. : الغُرَف التجاريه وأصحاب المخابز. :سيدتى انا مفتش تموين ,موظف عند سعادتك فى الوزاره. : طيب إنت إزاى تحكم بالفشل على مشروع لم يبدأ بعد. : هل نسيتى أن هذا المشروع كان بالمُدن الكبرى بالثمانينيات, وتم تعميمه فى بداية التسعينات. :بس ده غير ده . : أسوء كثيراً, إذا كان مفتش التموين الذى راتبه ألف جنيه وكبير وعنده عيال يخاف عليهم ويحكم بالقانون ويحكمه القانون يمد يده لخمسه جنيه.. فماذا تتظرين من شاب باليوميه لاتحكميه بقانون. : إجلس . جلست . : الوزير لايستطيع التفوه بكلمه واحده مما كتبت .. ماتريده فيه موت لأناس لايستطيع أحد مهما كان أن يمسهم بسوء. . موتك أهون من مجرد إعلان ما كتبت . قلت: لقد شارفت على الخمسين .ولم يعد بالعمر نصف مافات , وأعلم جيدا أن علامات الساعه آتيه لاريب فيها .لكننى أود أن أقابل ربى وأنا أسعى الى الإصلاح . قالت لى أنت محتاج تعيش فى مصر شويه (تقصد القاهره) لتعرف الدنيا ماشيه إزاى . قُلت: لاتحسبى سيدتى أنى نشأت فى صحراء سيناء ميلادى وشبابى بالمحله الكبرى قلعة الصناعه العربيه آنذاك . كان يأتيها الناس من كل مكان قبل الإنفتاح .. والزحام بها أكثر من القاهره . وقاطنيها من كل مكان فى مصر. كما أنى تعلمت بالقاهره وسرت فى شوارعها القديمه والجديده على سواء . سيدتى لقد بذلت سنوات خمس من عمرى أصيغ هذه الورقه بهذه الألفاظ أحاول ألا أتصادم مع أحد ولا أتاجر بالصلاح ..أبغى الإصلاح دون أن يعرف أحد.. أعى جيداً طبقا للتاريخ أن كل من أراد بمصر خيراً حقيقيا قتلته ..بدءاً من إخناتون مروراً بتوت عنج آمون وقطز إنتهاءاً بالسادات .وعلى الجانب (أحمد رشدى وماتتعرض له الآن عائشه عبد الهادى). صرخت السيده : تاعبنى ليه م الصبح .. ليه عاوز تدخل عش الدبابير . وقفت وطلبت الإذن بالإنصراف , قالت السيده الفاضله: إستنى إشرب شاى ..أنا نسيت أعزم عليك :شكراً .. : إنت لازم تقابل الوزير . : ياريت . : روح قابله فى الشئون .. : فين (الحق أن غبائى جعلنى اظن أن الشئون مكتب فى الوزاره تحتنا أو فوقنا ). :مش عارف الشئون ,اللى فى العجوزه . : سلام عليكم . :طيب ستنى .الوزير كل أسبوع بيصلى الجمعه فى بلدهم فى الشرقيه . روح قابله هناك . خرجت مسرعا دون أن ألتفت. بعد أيام ذهبت إلى موظف البوسته بإدارتى قلت:عندك جواب ليه من الوزاره . فتح الزميل درج ببطئ وأخرج ظرف كبير .أخذته .فتحته به خطاب لاصق بالظرف .. ليييييييييييه .. قام الساده الزملاء بفتح المظروف وقراءة الخطاب ثم أعادوا إغلاقه بصمغ ردئ ألصق الخطاب بالمظروف.. ثم أخفوه لأكثر من شهر. كثر الحديث الإعلامى اليومى عن جهبزية (توسيل الخُبس للمناسل بصوره حداريه) تأليف وإخراج السيد المهندس الدكتورالأستاذ اللواء ..معالى الوزير / مصيلحى . أرسلت المقترح مع نداء بإيقاف المشروع لكل الجهات الرسميه والشعبيه وعلى رأسها رئاسة الجمهوريه ورئاسة الوزراء والحزب ومجلسى الشعب والشورى .. ولفيف من الساده أعضاء مجلس الشعب :الشاعر(بور سعيد). الحسينى (المحله). السادات (المنوفيه). بكرى (حلوان). خلف الله(إسماعيليه) . الجعفرى(القنطره) ............. حتى أمين السياسات وسيدة مصر والمحافظين . وكل ماإستطعت الوصول من عناوين بريديه أو فاكسات . بدأت شركة المصريين أهمه نشاطها . ومن بعدها مجالس المدن والقرى وإمتلأت المخابز بالبلطجيه والرعاع وتوارى مفتش التموين خجلاً أوإقصاءاً . وكلما حدثت مصيبه وضع المحافظ نصيبه من فلوس المشروع بجيبه .. ووزع الباقى على الناضورجيه .. ثم وقع على قرار خصم لمفتش التموين . | |
|