أنس الوجود رضوان:
عاش الاعلام المصرى حالة من الحزن والتوتر، لما شهده ستاد بورسعيد من أحداث مؤسفة عقب انتهاء مباراة كرة القدم بين فريقى الأهلى والمصرى،
التى أسفرت عن سقوط 77 قتيلا ومئات الجرحى، وتنافست القنوات المصرية والعالمية فى التغطية الإعلامية لليلة الدماء والعنف، والملاحظ أن معظم الفضائيات شنت حملة شرسة ضد الشعب البورسعيدى الذى عاش محاصرًا لسنوات بسبب كراهية واضطهاد نظام مبارك له خاصة بعد القضاء على المنطقة الحرة وسحب رئيس الوزراء أراضى شرق التفريعة من رجال الأعمال لإزالة بورسعيد من الخريطة الاقتصادية لمصر.
وأخذ الشعب البورسعيدى على الفضائيات والبرامج الرياضية قيامهم بإهانة البورسعيدية والاستهزاء بهم بل ومطالبة البعض بالقصاص من أى بورسعيدى، رغم أن أهل بورسعيد دافعوا عن جمهور الأهلى وتبرعوا بدمائهم لإنقاذ المصابين.
وبالنسبة للتغطية الاعلامية حاولت القناة الرابعة مواكبة الحدث فنقلت ما يدور فى الشارع البورسعيدى ولكن غاب عنها أن تظهر لنا ما يحدث داخل المستشفيات التي تعانى من ضعف الامكانيات الطبية رغم أن هذا كان سيعطيها سبقًا لا يتاح لغيرها من القنوات التليفزيونية الرسمية استعانت بمراسلي الأخبار لتغطية الحدث ونجحت فى بلورة الكارثة بشكل ايجابى.
وتفوق ستاد النيل فى عرض جميع الأطراف واتهم ضيوفه اتحاد الكرة بأنه لم يقف بالمرصاد لأحداث الشغب، وطالب بعض نقاد الرياضة بمعاقبة أعضاء الاتحاد لأنه تهاون فى حق الجماهير لأنهم لن يستطيعوا العيش بدون سبوبة البث أو المباريات الودية التي يحصل عليها جنرالات الفضائيات من أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة وهو ما تعارض مع إصدار الجبلاية لقرار بإلغاء الدورى حقنا لدماء المصريين.
والسيناريو الذى قامت به الفضائيات الذى هو نفس السيناريو الذى اشعل النار بين مصر والجزائر فى مباراة تصفيات كأس العالم، وهم أنفسهم الذين دفعوا جماهير الاتحاد السكندرى لتنظيم المظاهرات أمام المنطقة العسكرية الشمالية لاجبار الجبلاية علي إلغاء الهبوط، وهم الذين شجعوا الروابط علي استخدام الشماريخ والصواريخ والألعاب النارية فى الملاعب بعد أن زينوا لهم استخدام هذه الألعاب باعتبار أنها تستخدم فى الملاعب الأوروبية دون توقيع عقوبات على مستخدميها وهم أيضًا الذين يدعون لتنظيم الوقفات الاحتجاجية فى الميادين العامة من أجل المطالبة بالقصاص من الذين تسببوا فى إراقة دماء جماهير الأهلى وهو ما دفع المشاهدين عبر الاتصالات الهاتفية لتحميل الاعلام مسئولية اذكاء نار الفتنة، وعلي رأسهم أحمد شوبير الذى استبق أحداث بورسعيد بحلقة مساء الثلاثاء قال فيها إنه جمهور الأهلى سيقوم بسب التوءم حسام وإبراهيم فى المباراة، وذلك بالرغم من مبادرات التهدئة التي قام بها جميع الأطراف قبل المباراة.
وأعلنت قنوات التليفزيون المصرى والفضائيات الخاصة الحداد حزنًا علي ضحايا موقعة بورسعيد، واختلفت حالة الحداد من قناة إلي أخرى، قنوات مودرن استهلت برامجها، صباح الخميس، بالقرآن الكريم وقنوات «مصر 25» و«صوت البلد» وقنوات النيل وضعت شريط حداد أسود، وأعلنت قناة «الأهلى» استمرار حالة الحداد 3 أيام، وتضامنت القنوات الفضائية الأجنبية مع مصر فى حالة الحزن التى تعيشها ومنها قناة بى بى سى العربية التابعة لهيئة الإذاعة البريطانية التي وضعت شريطًا أسود حدادًا على أرواح شهداء بورسعيد.
الإعلامى عمرو أديب قال عبر برنامج «القاهرة اليوم» علي قناة «أوربيت»: إن ما حدث، يؤكد أن هذا البلد لن ينصلح حاله ولن تقوم له قائمة وأن ما حدث يجعل البعض يقول إن «الناس دى ما تستحقش تتحكم غير بضرب الجزم»، متسائلاً: «هل لا يستحق هذا الشعب أن يحكم بالقانون والديمقراطية».
وعلق مرتضى منصور علي كلام أديب خلال مداخلة هاتفية للبرنامج، موجها رسالة شديدة اللهجة ـ على حد قوله ـ إلي المشير طنطاوى والمجلس الأعلى للقوات المسلحة، قائلاً: «لو المشير والمجلس العسكرى مش قادرين يحموا البلد يمشوا» وأضاف منصور، لابد أن نطبق القانون الصارم على الجميع، وإلا لن تغيب الفوضى عن الشارع المصرى، رافضًا أن تلقى مسئولية هذه الأحداث على الفلول قائلاً: «الفلول نصهم فى السجن والباقى هربان».
أما الكاتب أحمد المسلمانى، فقد انسحب من حلقة «الطبعة الأولى» اعتراضًا على ما حدث فى مباراة الأهلى والمصرى، مستعرضًا على الشاشة من حرق مصر ـ حسب قوله ـ متسائلاً: «لا نعرف ما الذى يجرى من المخربين الذين يشعلون النار فى كل مكان فى مصر فى هذه اللحظة، وإجلالا لهذا الموقف لن نكمل هذه الحلقة».
الاعلامى عماد الدين أديب أجرى حديثًا مع وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم عبر الهاتف من خلال برنامجه «بهدوء» الذى طالب فيها بالمساندة الشعبية للداخلية خاصة وأنها بدأت فى القبض علي الخارجين
على القانون والبلطجية.
اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية الوفد - الفضائيات..تقتل القتيل وتمشى فى جنازته!