معادن النقود وطرق معالجتها
سكت النقود من معادن الذهب (الدنانير) والفضة (الدراهم) والنحاس والبرونز (الفلوس) .
وكان معدن الفضة من أول المعادن المستخدمة في صناعة النقود فقد استخدمت كسلعة وسيطة في المجتمعات القديمة مثل شريعة أرنمو السومرية ، ولستعشتار ، وقانون اشنونا ، وقانون حمورابي ، كذلك عملت منها أوائل النقود في العالم ، - عدا الليديين في آسيا الصغرى استخدموا أول الأمر معدن الألكتروم وهي سبيكة من الذهب والفضة في الطبيعة ثم فصلوا كل معدناً لوحده في ما بعد – والفضة معدن ناعم أبيض نجده على شكل فلز أو مركبات الفضة ، وقد استخدمت الفضة عند السومريين من الألف الرابع قبل الميلاد حيث وجدت بعض التحف الفضية في المقبرة الملكية في أور ، وتسبك الفضة مع الفلزات الأخرى لتكون أكثر صلابة . ومعدن النحاس يسبك معها ، والنقود الفضية تذوب بدرجة حرارية 096ْ ، فاذا تعرضت الى الهواء النقي تتكون عليها طبقة بيضاء من أوكسيد الفضة الذي يتفاعل مع أيونات الكبريت الموجودة في الهواء تاركاً طبقة من الصعدأ (كبريتيك الفضة) .
والنقود الفضية تصدأ حتى لو حفظت داخل خزانات مغلقة ، وذلك لأن معدن الفضة يتحد مع الغازات الموجودة في الهواء ، ويمكن حفظ النقود الفضية داخل علب بلاستيكية أو أكياس النايلون لعزلها من غاز كبريتيد الهيدروجين . وتظهر على النقود الفضية أثناء التنقيبات الأثرية عليها عدة طبقات من الصدأ بسبب احتواء التربة على غازات وأملاح ذائبة ، لذلك تتكون طبقة من الصدأ الأصفر ، وينتج هذا من نسبة النحاس الموجود في السبيكة المكونة للنقد الفضي ، وكذلك التيارات الكهربائية الأرضية التي تساعد على تكون الصدأ الأخضر وهو صدأ (كلوريد النحاس) . وتكثر مناجم الفضة بالمشرق اكثر من المغرب ، لذلك اعتمد النظام النقدي في العراق بل الاسلام النقود الفضية ، في حين اعتمد معدن الذهب بالمغرب الاسلامي لوفرته هناك . وقد ذلك الهمداني مؤرخ اليمن في القرن الرابع الهجري / العاشر الميالدي الكثير من مناجم الفضة في بلدان الشرق ، ويستدل على معدن الفضة بالأثمد (الكحل) وذلك لأن الكحل يتولد من بخار جوهر الفضة ، وقد ذلك الهمداني طرق استخراج الفضة من المناجم .
وقد يعثر على النقود الفضية على هيئة كتل متماسكة نتيجة للصدأ ، ويمكن معالجتها والفصل بين نقودها باضافة حامض الفورميك بنسبة 30% ثم الغسل التام وازالة صدأ النحاس الأخضر بواسطة حامض الستريك بنسبة 5% وقد نجد النقود الفضية على حالتين :
1 – عندما يعلو الصدأ النقود تكون سوداء وملمسها شبيه بالشمع ففي هذه الحالة تعالج النقود فقط بالغسل والتجفيف .
2 – أما اذا كانت النقود بها شقوق ومسام ، ففي هذه الحالة تقوى النقود بالتشبع بمحلول نتروسيليلوز .
3 – ومن الطرق الأخرى لمعالجة النقود الفضية التي يغطيها الصدأ بالطرق التالية :
أ – توضع النقود بمحلول الكالكون بنسبة 20% ويبدل المحلول كل يوم يرافق العملية غسل وتفريش النقود تحت الماء الجاري .
ب – تعامل النقود الفضية مع محلول الخليك (الخل) بنسبة 15% لاذابة ما تبقى من الكلس .
ج – لازالة صدأ كبريتيد الفضة تتم معالجتها بمحلول حامض الفورميك 15% .
د – إذا ظهرت بقع حمراء على النقود يستخدم محلول سيانيد البوتاسيوم بنسبة 2% تنقل بعد ذلك إلى محلول هيدروكيد الصوديوم لتخليصها من مادة السيانيد السامة .
هـ - بعد ذلك تجفف النقود بدرجة حرارية عالية وتطلى بمادة مثبتة ومانعة للرطوبة والغازات .
ويمكن معالجة نقود الفضة للتخلص من الصدأ بواسطة الاختزال الكهربائي . وهذه العملية تجري إما باستعمال حامض الستريك مع مسامير من الحديد أو بخليط من 10 أجزاء من حامض الخليك بنسبة 40% أو تجري العملية باستعمال حامض الكبريتيك المخفف مع مسحوق من الزنك ، وهذه العملية تستعمل في المعالجة الموضعية باستعمال عيدان من الثقاب ملفوف على رأسها القطن وتغمس في المحلول لمعالجة الأثر في المواضع المصابة بالكلوريد .
واستعمال الزنك مع حامض التارتاريك يعطي نتيجة جيدة ، وفي حالة وجود طبقة رقيقة من الكلوريد على سطح النقد الفضي تستعمل الأمونيا وان عملية الاختزال تقلل من تماسك النقد الفضي وكذلك من صلابته ، والفضة القديمة تكون هشة .
يتبع